Tuesday 13 October 2009

مسلمة تتقاسم حزن المسيحية، والاستهداف مستمر



مسلمة تتقاسم حزن المسيحية، والاستهداف مستمر

كتابات - نرمين المفتي

و يستمر استهداف العراقيين اينما كانوا و من كانوا. و يكبر الوجع حين يستهدف مكون ضعيف استمر متمسكا بالعراق بالرغم (تمتعه) بامتياز الحصول على ( اسرع) لجوء انساني او اعادة توطين في اروربا و دولة الاحتلال امريكا، و اقصد اخوتنا في الله و الوطن: المسيحيين

لا يوجد اسهل من استغلال المسحيين ضد العراق و الاسلام، خاصة و هناك ( منظمات) دينية غربية مسيسة لهذا الغرض. لكن المسيحي العراقي الذي امتزج عرقه مع عرق بقية العراقيين في بناء حضارة الوطن منذ الاف السنوات، و امتزج دمه بدم العراقيين المسلمين و تراب الوطن مدافعا عنه، رفض و ما يزال ان يكون أداة لإلحاق الأذى بالوطن. و هو اذ يخطف و يقتل و يهجر، فأنه نادرا ما يذهب الى الوقوف امام السفارات و بعثات الأمم المتحدة في دول الجوار، بالرغم من يقينه بأن انتظاره لن يطول، انما يذهب للسكن في عين كاوة، في الشمال العراقي او لدى اقرباء، فلا مساومة عنده على الوطن

في الصورة المنشورة مع هذه المادة، زوجة الشهيد عماد ايليا عبد الكريم، الذي اختطف في كركوك يوم الثالث من هذا الشهر و تم العثور على جثته ليلة اليوم التالي و عليها اثار تعذيب بشعة، الزوجة ( السيدة المسيحية) في المقبرة و تسندها سيدتان مسلمتان، وتعلو وجوه السيدات الثلاث حزن لا يوصف و دموع جامدة. و سؤال الى متى يستمر استهداف العراقيين؟ و لا جواب. من يبحث عن السبب و الحل، لا جواب ايضا. و ستتشكل لجنة تحقيقية، مثل آلاف اللجان التي تشكلت و تتشكل منذ ان استباح العنف و الفساد الدم العراقي و لم يسمع العراقي اية نتيجة. و لماذا البحث عن حل و نتيجة طالما توفرت تهما جاهزة مثل التكفيريين و السلفيين و ازلام النظام السابق و معارضي العملية السياسية و مناهضي الديمقراطية و غيرها لاطلاقها و التظاهر بأن العراقي صدقها! هل يقتل المسلم الحقيقي شخصا لكونه مسيحيا فقط، و هو الذي يقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى " لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين اشركوا و لتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا و انهم لا يستكبرون" صدق الله العظيم (المائدة- 82)

. المسيحيون و بعد ان اغتصبت اراضيهم في الشمال العراقي على مدى القرن الماضي و ما يزالون، لم يحتجوا و لم يحملوا السلاح، انما نزحوا بهدوء الى بغداد و المدن الأخرى، و لم يحاولوا السكن ضمن غيتوهات، انما كانوا مثل باقي العراقين، يسكنون متجاورين و يتبادلون التحية و الضحكة و يتقاسمون الدمعة و اللقمة. ة اسارة لابد منها، و هي ان اليسدة باسكال وردة، العراقية المسيحية التي تسنمت منصب وزيرة الهجرة و المهجرين في الحكومة الانتقالية الأولى، كانت الوحيدة من بين الوزراء المنصبين تحت الاحتلال تزين ياقة سترتها او رقبتها بخارطة العراق

لأنني لا اعرف عماد ايليا و لا اعرف زوجته، حصلت على الصورة من خلال زميل صحفي، سألت عن السبب الذي دفع الى خطفه، و ان لا سبب يبرر ان يصدر احدهم حكما ضد أي شخص آخر، و قيل بأنه غني! و قال آخر بأنه مقاول، و لكن هل يكفي ان يكون احدهم غنيا او مقاولا سببا ليخطف و يقتل؟ و اكدت الأخبار بأنه موظف في دائرة صحة كركوك

من المستفيد من ادامة العنف في العراق؟ و من المستفيد من خلط الأوراق في كركوك؟ و من و من؟؟ و في جرائم مماثلة سابقة اصدرت جميع الأحزاب و المنظمات الدينية الاسلامية بيانات استنكار و تنديد، لم تكن هذه الأحزاب و المنظمات تحاول ابعاد الشبهة، ابدا، انما لايمانها بما تقول. و استمر رجال الدين المسيحيين يحثون المسحيين على عدم مغادرة العراق و بأن الاسلام دين حنيف يحرم هذه الجرائم

من المستفيد؟ و الدكتور لويس ساكو، رئيس اساقفة كركوك للمسيحيين الكلدان، قال يوم الاحد الماضي لصحيفة الزمان " ان موجة جديدة من النزوح والهجرة الي الخارج بدأت بين المسيحيين المقيمين في المدينة بسبب الخوف من استهدافهم وتعرضهم للخطف والاغتيال". واضاف " ان عشر عائلات اي حوالي ستين شخصا غادرت المدينة خلال الاسبوع الماضي فقط نظرا للخوف السائد في اوساطهم واستمرار استهدافهم لدوافع سياسية او بسبب الجهل الديني". و كشف المؤلف الألماني يورجن تودينهوفر في كتابه ((لماذا تقتل يا زيد؟ قصة حقيقية للمقاومة العراقية)، و الصادر الصادر في القاهرة وبيروت عن ان اعداد المسيحيين في المقاومة العراقية كبير جدا مقارنة بعدد نفوسهم في العراق. و الف تودينهوفر كتابه بعد معايشته للجماعات المسلحة في العراق و لمس بنفسه أن مسيحيين ينخرطون في المقاومة ومنهم يوسف (35 عاما) الذي لم يكن عضوا في حزب البعث بل يعتبر صدام دكتاتورا عنيفا. وقال يوسف للمؤلف ان "عدد المقاومين المسيحيين في العراق يفوق بكثير عدد مقاتلي بعض التنظيمات التي تعتبر مسيحيي العراق "جزءا من الاحتلال" بحجة أن معظم قوات الاحتلال مسيحيون". ويضيف يوسف في حديثه الي المؤلف الألماني فيما يشبه النصيحة "قل للألمان أن الذين يحاربون الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ليسوا مسلمين فحسب وانما يحارب معهم المسيحيون جنبا الي جنب. اننا نحن المسيحيين نريد أن نحرر بلادنا من قوات الاحتلال الغربي ومن الارهاب الغربي."

دائما، تكون الحوادث المفجعة و ما اكثرها، فرصة لنطالب اصحاب المقامات العالية و الرواتب الأعلى أن ينتبهوا الى العراقيين الذين يتعرضون الى العنف و التهحير و التغقير و البطالة و الترهيب, و لكن هل هناك من يسمع؟ و تكاتفوا ايها العراقيين و تماسكوا، فالله سبحانه يمهل و لا يهمل

No comments: