الجنرال مود في كركوك
نرمين المفتي
نشر الموقع الاعلامي لحزب الديمقراطي الكردي و نقلا عن عمر فتاح، نائب رئيس الحكومة المحلية في شمال العراق، قوله ""نحن عندما حررنا كركوك في وقتها أتينا محررين لا للاستيلاء عليها"! تماما كما صرح الجنرال مود عندما احتلت قواته بغداد في 1917، لكن فات فتاح بأن 2003 ليست 1917 و ان عشرات الفضائيات العربية و الغربية و منها الأمريكية نقلت على الهواء مباشرة كيف تم نهب دوائر الدولة و الممتلكات و حرقها فيما بعد، و كانت الفضائيات و هي تنقل على الهواء مباشرة ما يجري في كركوك تؤكد في الوقت نفسه على الذين يقومون بتلك العمليات، بل ان قناة تلفزيونية كردية بثت تمثيلية عن عمليات السلب و النهب بعد اربعة ايام من احتلال كركوك و بعد ان وصلت الأخبار الى كل مكان، و بدأت التمثيلية بمشهد ام كردية تتحدث مع ابنها و هي قلقة على زوجها الذي ذهب الى كركوك منذ الصباح و لم يعد، و فجأة يصيح ابنها، انظري امي والدي على شاشة التلفزيون. وفي المشهد الثاني يظهر الوالد و هو يحاول حمل ثلاجة على ظهره. بل ان احدى الفضائيات العربية التقت بشخص كردي كان يحمل اكثر من مسحاة على كتفه و قال لم اجد في الدائرة ما تبقى غير هذه فأخذتها! و كان مسؤول كردي قد اكد لفضائية العربية في نيسان 2003 لجيزيل خوري عبر برنامجها ( بالعربي) قائلا " نعم حرقنا الدوائر التي ضمت وثائق التعريب". و الحقيقة، فأن حملة التعريب بالرغم من شراستها، الا انها كانت موثقة تماما في دوائر تسجيل النفوس و كانت اعداد المستقدمين العرب معروفة و من السهولة بمكان تأكيدها و اعلانها. لكن حملة التكريد الأكثر شراسة و سرعة و التي بدأت تماما يوم العاشر من نيسان، يوم احتلال كركوك، غير موثقة، لأن الجميع يدعي بأنهم مرحلون من كركوك، و الوثائق التي يحملونها مزورة، عدا الوثائق التي تعود الى 11200 فرد مرحل من كركوك، ثلثهم من التركمان، استنادا الى الأمم المتحدة و قاعدة المعلومات الخاصة بالبطاقة التموينية. هنا اتكلم عن كركوك فقط و لا اشير الى حملات التكريد في الموصل و ديالى و طوز خورماتو و التون كوبري و بدرة و جصان و غيرها. و نقل الموقع عن فتاح قوله، " نحن حين حررنا كركوك حينها اتينا محررين لا للاستيلاء عليها"! و اذ لم ويضح فتاح ماذا يعني ب " نحن"، لكن على مود 2003 ان يقرأ الحوار الذي اجرته صحيفة الخليج الاماراتية مع الرئيس جلال الطالباني و المنشور في 24- كانون الأول- 2008، و الذي اكد فيه " امريكا احتلت العراق لأجل اسرائيل و النفط"، و هذا آخر و احدث تأكيد على ان القوات الأمريكية انما هي قوات احتلال و ليست تحرير. و جميع الشواهد في كركوك و التي تلت الغزو و بدء الاحتلال و الفراغ الحكومي و الفوضى الخلاقة تؤكد كيف يكون الاستيلاء. فقد اغمضت قوات الاحتلال عينها عن التجاوزات الكردية (عرفانا بجميل) تعاون الزعامات الكردية مع قوات الغزو، اثناء الغزو و حين الاستعداد له. و يؤكد المخرب باسم بوش في العراق بول بريمر في كتابه (سنتي في العراق) على ان " الأكراد هم اكثر المنتفعين من الوضع الجديد في العراق"، و نقل عن مسعود البرزاني قوله بأن " الدستور منحنا اكثر مما كنا نحلم به". و نقل الموقع ايضا عن فتاح قوله، " حان الان تقديم دعمنا و مساعدتنا للمناطق التركمانية و العربية"، و نقل عن محافظ كركوك الكردي ثناءه " للدور المتميز لحكومة الاقليم في النهوض بالواقع الخدمي في كركوك" مؤكدا بأنه لولا هذا الدعم لكان الوضع في كركوك يرثى له! لكنه لم يوضح ما هو الدعم، و فتاح يؤكد بأنه آن اوان تقديم العون للمناطق التركمانية و العربية! و اكدت مصادر موثوقة ان الادارة المحلية في كركوك استلمت لحد الآن (1120) مليار، أي 1 تريليون و 120 مليار، دينار من الحكومة المركزية ضمن الميزانية المخصصة للأقاليم.. و السؤال اين تم صرف هذا المبلغ الخيالي و الوضع الخدمي في كركوك في الواقع يرثى له، ان كانت هناك خدمات، فهي موجودة في الدرجة الأساس في المناطق الكردية و بضمنها الأحياء التي استحدثت على اراض و ممتلكات تم الاستيلاء عليها و منها ممتلكات وزارة الدفاع و محرمات وزارة النفط و غيرها، بل ان مدرسة ابتدائية حديثة، او كانت حديثة البناء في نيسان 2003، على طريق السليمانية في منطقة الشورجة، قام احدهم بتقطيعها الى منازل ، كل منزل صف او صفين مع اضافة حمام و مطبخ تم بناؤهما في الساحة، و تم بيعها (للمرحلين)! و هنا لابد من الاشارة الى تأكيد رائد فهمي، رئيس ما تسمى بلجنة 140، امام مجلس النواب بأن نسبة 25% فقط من الساكنين في الملعب الاوليمبي في كركوك هم من المرحلين. و هذه النسبة من السهولة بمكان تطبيقها على الساكنين في الفيلق، و في المخيم الكشفي و ساحة الاحتفالات و بيوت الضباط و مبنى الأمن و بناية التجنيد و في البيوت التي شيدت في مقبرة المصلى و على طريق كركوك- السليمانية و كركوك- اربيل و كركوك- بغداد! فضلا على البيوت التي شيدت تجاوزا على قطع الأراضي التي كانت مخصصة للخدمات في الاسكان و الشورجة و رحيم آوة! اما وراء هذا التصريح (الخدمي) فيكمن التصريحات الكردية السابقة بأن ( موافقة التركمان على ضم كركوك للاقليم تعني منحهم الحقوق و الخدمات)، و هو الأمر الذي كان التركمان و ما يزالون يرفضونه. مهما يكن من امر، على الزعامات الكردية ان لا تعتبر اضافة اللغة التركمانية الى قطع الدلالة في كركوك هبة او منة، لأن هذه الاضافة حق دستوري، كانت المحكمة الدستورية قد اكدتها في نيسان الماضي، و بالرغم من هذا التأكيد الا ان العمل كان متوقفا بيد من يتشدق دائما بالالتزام بالدستور. و التركمان بانتظار ان يشاهدوا الكتابة بلغتهم على جميع قطع الدلالة للدوائر في كركوك، و اذ انيط الأمر لمدراء الدوائر، فأن هناك من سيؤخرها، ربما! لقراءة تصريح عمر فتاح، الرابط
No comments:
Post a Comment