Thursday, 24 February 2011

فخامة رئيس جمهورية العراق الموقر

فخامة رئيس جمهورية العراق الموقر 22-02-2011
حضرة السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية
السيد رئيس المجلس الوطني المحترم
بواسطة السيد سفير الجمهورية العراقية لدى المملكة الهولندية-لاهاي
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة
،
كأي مواطن عراقي كنت أتمنى أن أبدأ رسالتي بعبارات المديح والثناء والتقدير على الجهود التي تبذل من قبلكم في تشكيل الحكومة الجديدة التي أطلقتم عليها حكومة الشراكة الوطنية ،في حين إنني وكمواطن تركماني لم ألمس من هذه الحكومة غير غصب ومصادرة لحقوق التركمان وتوزيعها بمعرفتكم على غير أصحابها سواء بهدر أموال وأملاك التركمان المصادرة في زمن النظام البائد أو بالتغاضي عن المتجاوزين على أملاك وأراضي الدولة وتشريع القوانين لتمليك هذه الأراضي لساكنيها الغير الشرعيين وبهذا أصبحتم وبشكل غير مباشر الموجهين لأغتصاب حقوق الآخرين ،بدل أن تكونوا رمز وعنوان العدالة ،في عراق أحوج ما يكون فيه اليوم للعدالة من أي وقت مضى
السادة الأفاضل ،وكأي مواطن عراقي غيور على بلده وشعبه فأينما أكون وأينما ذهبت فأنني سأظل أتابع كل صغيرة وكبيرة تهم مسقط رأسي حتى لو هجرت موطني لعشرات السنين ، لذا فأنني ومن خلال هذه الرسالة أرتأيت أن أشاطركم هموم المواطن التركماني داخل وخارج بلده من خلال ما عانيته كفرد بهذه الرسالة المفتوحة ، بغية إيصال صوتي الذي لم يصل إليكم خلال كل هذه السنين والذي أؤكد لكم بأنه نفس صوت الملايين من التركمان العراقيين الذين صبروا لحد هذا اليوم أملاً باليوم الذي سينالون فيه حقوقهم بالسلم و القانون
ولكن مع كل أسف وحيرة فأن الذي يجري ويحصل لا يشير بأي شكل من الأشكال بأن الوعود والمقدمة للتركمان عن طريق سياسييهم أو منظماتهم المدنية قابلة للتحقيق مع هذه الحكومة ، بل على العكس فأننا لمسنا التجاوز ومصادرة حقوق التركمان وذلك بالمماطلة في موضوع ترشيح نائب ثالث لرئيس الجمهورية من المكون التركماني ،وكذلك رغم مطالب التركمان الجدية بتشكيل قوة حماية خاصة تركمانية مرتبطة بالجيش قبل سنين عدة وذلك لحماية مناطق تواجدهم بعد أن تعرضت إلى مختلف أنواع التجاوز والتفجيرات على يد عناصر الميليشيات والقوات المعادية لوجودنا في تلك المناطق والتي حاولت وتحاول جاهدة سلخنا من أرضنا ومناطقنا للأستيلاء عليها ،فأننا قد لمسنا التسويف لهذه المطالب أيضاً والتحجج بحجج واهية في حين نسمع اليوم بأن قوات البيشمركة الكردية قد حصلت على موازنتها من ميزانية الدولة وأصبحت ضمن قوات الجيش التي لا ولن تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة المحترم وبذلك ستكون سبب تهديد دائم لنا مع مكتسباتها الجديدة
فإن كانت مطالب التركمان في حماية أنفسهم بنظركم غير مهمة وليست ضرورية فأننا نقولها صراحة نحن لن نتخلى عن هذا المطلب طالما هنالك قوات بيشمركة وصحوات تجول وتصول في مناطقنا وتقتل الأبرياء وتختطف من تريد وتسلب حقوقناوتتجاوز على أراضينا بالقوة والسلاح دون رادع ،فنحن لسنا عشاق سلاح وحروب ولكن لحين أن نلمس بأننا شركاء حقيقيون معكم في العملية السياسية وفي إدارة الدولة بحقوقنا المشروعة ،فأننا نرى ضرورة تشكيل قواتنا المحلية الخاصة بالتركمان كما هي حال القوات الأخرى
أما بالنسبة للبطالة المتفشية بين خريجي الجامعات والمعاهد من الطلبة فأن أحد أكبر أسبابها هو سيطرة الأحزاب الكردية على إدارة الدوائر الرسمية في المناطق ذات الأغلبية التركمانية وبالتالي فأن التعيينات الجديدة أصبحت حكراً لمنتسبي أحزابهم بعد السقوط عام 2003 والتي كانت قبلها بأدارة البعثيين من جلادي النظام البائد وبذلك قد أصبح الشاب الحاصل على شهادة جامعية محظوظاً لو إستطاع أن يبيع الكرفس بجانب الرصيف لأنه لن يجد شبراً من الأرصفة فارغة من كثرة البطالة بسبب الأمرين ، في حين تزخر دوائرنا بحملة الشهادات المزورة المزكاة من قبل الأحزاب المهيمنة على السلطة في مناطقنا
لذلك فأن القضاء على هذا الفساد يبدأ برأينا من إعادة النظر في التعيينات وإرجاع جميع التعيينات عن طريق حكومة المنطقة الشمالية الى مناطقهم لأن مناطقنا ليست تحت نفوذ سلطاتهم نظرياً.ومنح الأولوية في التعيينات للموظفين والعمال لسكنة المناطق نفسها قبل أن تكونوا سبباً للتهجير والتوطين خدمة لسياسات نحن نعلم أغراضهاجيدا.ً
فإن كنا قد سرنا معكم في مشوار العراق الجديد فهو لأننا كنا قد ظلمنا وقد صودر حقوقنا من قبل ،ولسنا من جلبنا الغزاة الأمريكان لتدمير عراقنا ولا نتحمل مسؤولية خراب العراق قيد أنملة ولذلك فأن من أراد التغيير عليه أن يكون في جعبته حلولاً أو على الأقل أن يتبنى الحلول الجذرية وهذا مالم نراه ،ولكننا مع كل ذلك لم نبخل عليكم بمواكبة مسيرتكم الواعدة بالديمقراطية أملاً في تحقيقها رغم كل الصعاب والمعوقات التي صادفتنا
أنني ومن منطلق مسؤوليتي كمواطن عراقي تركماني حامل للجنسية العراقية سوف أنشر هذه الرسالة الأولى وأملي أن أنشر بعدها جوابكم الشافي خلال أيام لطمأنة نفوس الشباب التركماني الهائج هذه الأيام خصوصاً وأن رياح التغيير تعصف بالمنطقة ،وأملي أن تحتكموا بالعدل والمنطق والشرع كي لا نخسر طاقات جيل آخر إن لم يكن في البناء فهو سيتوجه للخراب بتغاضيكم عن حقوقهم
المواطن العراقي التركماني
عباس القصاب

هولندا

No comments: